سورة القصص - تفسير تفسير ابن جزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (القصص)


        


{وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (11)}
{وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ} أي ابتعيه، والقص طلب الأثر، فخرجت أخته تبحث عنه في خفية {فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ} أي رأته من بعيد، ولم تقرب منه لئلا يعلموا أنها أخته، وقيل معنى عن جنب؛ عن شوق إليه، وقيل: معناه أنها نظرت إليه، كأنها لا تريده {وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} أي لا يشعرون أنها أخته.


{وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (12) فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14)}
{وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ المراضع} أي منع بأن بغضها الله له، والمراضع جمع مرضعة، وهي المرأة التي ترضع، أو جمع مرضع فتح الميم والضاد: وهو موضع الرضاع يعني الثدي {مِن قَبْلُ} أي من أول مرة {فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ} القائلة أخته تخاطب آل فرعون {فَرَدَدْنَاهُ إلى أُمِّهِ} لما منعه الله من المراضع وقالت أخته: {هَلْ أَدُلُّكُمْ على أَهْلِ بَيْتٍ} الآية: جاءت بأمه فقبل ثديها، فقال لها فرعون ومن أنت منه بذلكَ، وعلمت أن وعد الله حق في قوله: {إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ} [القصص: 7] {بَلَغَ أَشُدَّهُ} ذكر في [يوسف: 22] {واستوى} أي كمل عقله، وذلك من الأربعين سنة.


{وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15)}
{وَدَخَلَ المدينة} يعني مصر وقيل: قرية حولها، والأول أشهر {على حِينِ غَفْلَةٍ} قيل: في القائلة وقيل بين العشاءين، وقيل يوم عيد، وقيل كان قد جفا فرعون وخاف على نفسه فدخل مختفياً متخوفاً {هذا مِن شِيعَتِهِ} الذي من شعيته من بني إسرائيل، والذي من عدوّه من القبط {فَوَكَزَهُ موسى} أي ضربه، والوكز الدفع بأطراف الأصابع وقيل: بجمع الكف {فقضى عَلَيْهِ} أي قتله، ولم يرد أن يقتله ولكن وافقت وكزته الأجل، فندم وقال: هذا من عمل الشيطان أي إن الغضب الذي أوجب ذلك كان من الشيطان، ثم اعترف واستغفر فغفر الله له، فإن قيل: كيف استغفر من القتل وكان المقتول كافراً؟ فالجواب أنه لم يؤذن له في قتله، ولذلك يقول يوم القيامة: إني قتلت نفساً لم أومر بقتلها.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8